الخميس، 2 يونيو 2011

إيذاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

لم يكتف المشركون بمخالفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وإيذائه بألسنتهم الخبيثة واتهامه بالسحر والجنون ، وبما كانوا يلقونه على مسامعه من كلام مقذع ، بل حاولوا المكيدة له ، صلى الله عليه وآله وسلم ، للتخلص منه ، على الرغم من أن أبا طالب ، كان يحاول جاهدا أن يمنع الأذى عن ابن أخيه ، ويحميه من غدرهم ، يسانده في ذلك قومه من بني هاشم وبني عبد المطلب . ومن صور الإيذاء التي تعرض لها رسول الرحمة والإنسانية ، والتي لم تزعزع من إيمانه ولم تثبط من عزيمته ، بل مضى غير عابىء بالأهوال والمصاعب ، يدعو قومه إلى الإيمان وإلى خيرهم في الدنيا والآخرة ، صلى الله عليه وآله وسلم . فبينما كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عند الكعبة يصلى ، وجمع من قريش في مجالسهم إذ قال قائلهم : ألا تنظرون إلى هذا المرائي ؟ أيكم يقوم إلى هذا الجزور {1} فيعمد إلى أمعئها ودمها فيجيء بها ثم يمهله حتى إذا سجد وضع ذلك بين كتفيه ؟ فأنبعث أشقاهم عقبة بن أبي معيط ، فأتي النبي ، صلى الله عليه وآله وسلم ، وهو ساجد فوضع هذه الأقذار بين كتفيه . أما الرسول ، صلى الله عليه وآله وسلم ، فقد ثبت على سجوده ، فضحكوا حتى مال بعضهم على بعض ، وأخبرت فاطمة ابنته فجاءت تسعى حتى وصلت إليه ، فألقت الأقذار عليهم وبدأت تسبهم ، فلما انتهى من صلاته ، صلى الله عليه وآله وسلم قال: "الهم عليك بقريش" ثم سمى رجالها فقال: " اللهم عليك بعمرو بن هشام ، وعتبة وشيبة ابني ربيعة ، والوليد بن عتبة ، وأمية بن خلف ، وعقبة بن أبي معيط ، وعمارة بن الوليد " . وقد سقط هؤلاء جميعهم صرعى يوم بدر . ومن صور التهكم والسخرية برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وبما جاء به ، قول عبد العزى بن عبد المطلب المعروف بأبي لهب : يعدني محمد أشياء لا أراها ، يزعم أنها كائنة بعد الموت ، فماذا وضع في يدي بعد ذلك ، ثم ينفخ في يديه ويقول : تبا لكما ، ما أرى فيكما شيئا مما يقول محمد ، فأنزل الله سبحانه وتعالى فيه

تبت (2) يدا أبي لهب وتب ما أغنى عنه ماله وما كسب سيصلى نارا ذات لهب وامرأته (3) حمالة الحطب في جيدها (4) حبل من مسد (5) . صدق الله العظيم 6

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق